أخبار عاجلة

خلف القضبان.. قصة قتل طفلة مريضة بالسرطان وتقطيع جثتها

” يقدم فى سلسلة “خلف القضبان” قصصا ليست دربا من الخيال ولا
فكراً مجردا لمبدع، ولا صورة خيالية لفنان عن الواقع، وإنما قصص واقعية من
داخل ساحات المحاكم تكشف فيها حقائق وأسرار وألغاز الكثير من القضايا.
 
“الحلقة السابعة والعشرين.. زوجة الأب القاتلة”
الصورة النمطية التي اعتدنا عليها لزوجة الأب دائمًا هي أنها شريرة، امرأة
قاسية تكره هؤلاء الأطفال لزوجها، ممن سبقتها، ولكن قد ينظر بعضنا للأمر
قائلاً، ما ذنب هؤلاء الأبرياء في تلك العلاقات المتفسخة بين أبناء المجتمع
الواحد؟ ولكن لا حيلة لنا فيما تفعله النفس البشرية بأصحابها، فقد تُسلط
عليهم لتدفعهم لارتكاب أفظع الجرائم في حق تلك الأرواح البريئة التي لا حول
ولا قوة لها، كما حدث مع الطفلة زهرة بيكر.

 

وكأن سرطان العظام ليس كافيًا، لإحالة حياة الصغيرة تلك إلى جحيم وألم، حتى أتاها العذاب من جانب آخر ليقضي عليها تمامًا.

 

قصة زهرة بيكر من أكثر القصص المأساوية التي نالت اهتمامًا إعلاميًا، على
نطاق واسع بكافة أنحاء استراليا خاصة وأن الطفلة كانت ذات ستة أعوام فقط لا
غير، وقد تعرضت خلال تلك الفترة القصيرة التي عاشتها إلى كافة أنواع الألم
والعذاب.

 
ولدت زهرة عام 1999 في إحدى ضواحي واجا واجا الاسترالية، وعقب ولادتها
أصيبت أمها باكتئاب ما بعد الولادة، وتركتها لوالدها آدم بيكر ليتعني بها،
ومضت مبتعدة عن كل هذا الكم من الألم النفسي حتى لا تؤذي الصغيرة.

 

قام آدم بيكر والد زهرة، بالعناية بها وتنشئتها بمفرده، حتى بلغت الطفلة
خمسة أعوام إلا أنها في هذا العمر الصغير، بدأت تعاني من آلام بالعظام
وظهرت عليها، علامات المرض الشديد فاصطحبها والدها للفحص، فتم تشخيص مرضها
بسرطان العظام، الذي سرعان ما أتى على ساقها اليسرى، فتم بترها لسوء حالتها
الشديدة، وأصيبت حاسة السمع لديها، وسرعان ما انتقل المرض اللعين ليصيب
رئتيها.

 
بحلول عام 2008، كانت حالة زهرة قد استقرت عما سبق ، وهنا قرر الأب أن
يستمتع بالحياة قليلاً هو وابنته المريضة، بعد أن ذاقا مرارة المرض وآلامه
طوال الفترة التي مضت، فقرر الانتقال إلى الولايات المتحدة الأمريكية،
برفقة زهرة وفرد جديد انضم للعائلة، وهي زوجته إليسا.

 

بحلول عام 2010 تلقى رجال الشرطة بولاية نورث كارولينا الشمالية اتصالاً
من زوجة الأب أنها تبحث عن ابنة زوجها المختفية، حيث اختفت آثار الطفلة
وأشعل أحدهم النيران في ممتلكاتهم الخاصة بالإضافة إلى وجود رسالة، تطالب
بفدية تقدر بمليون دولار، في مقابل إطلاق سراح ابنة رئيس زوجها في العمل،
وأنها تعتقد بأنه قد تم اختطاف زهرة بالخطأ بدلاً من ابنة الرئيس هذا.

 

هرع رجال التحقيقات للبحث عن الطفلة المختفية، خاصة وقد علموا بأن الطفلة
مريضة للغاية، وكانت في هذا الوقت لا يتعدى عمرها العشرة أعوام فقط، وببعض
البحث والمجهود تبين لهم من شهادات البعض بأن الطفلة متغيبة عن المنزل ولم
يرها أحدهم، منذ أكثر من أسبوعين وليس كما ادعت زوجة أبيها، أنها تغيب منذ
أيام قليلة فقط.

 

مع المزيد من البحث بدأت الشكوك تحوم حول الزوجة وسلوكها، تجاه الطفلة
المريضة زهرة، حيث تبين من شهادات الجيران بأن الطفلة المسكينة، قد عانت
كثيرًا من سوء معاملة زوجة أبيها لها، حيث كانت تضربها بعنف شديد.

 
بالطبع الشهادات الجديدة لشهود العيان من الجيران، دفعت رجال التحقيقات
للمزيد من البحث، مع تشككهم في أمر زوجة أبيها ، وبالفعل عقب المزيد من
التحري تم العثور، على الساق الصناعية لزهرة في محيط ممتلكات العائلة، خلف
المنزل مباشرة ومن هنا، تم إخضاع إليسا للتحقيق فورًا من أجل الطفلة.

 

تم اختبار إليسا وبواسطة جهاز كشف الكذب، والذي فشلت في الصمود أمامه،
خاصة عند سؤالها عن استطاعتها على أذية زهرة، ومع المزيد من الضغط النفسي
عليها، اعترفت إليسا بأنها قتلت الطفلة، وقطعت جثتها في دورة المياه، ثم
قامت بتفريقها في أماكن مختلفة حتى لا يتم العثور عليها بسهولة.

 
ثم قامت بكتابة رسالة الفدية حتى تعمل على تضليل رجال التحقيقات، لإخفاء
جريمتها التي لم يتضح أن الزوج قد شارك فيها، على الرغم من عدم إبلاغه عن
اختفاء ابنته قط، والتي أشار الجيران بأنها قد اختفت قرابة الأسبوعين وليس
يومين فقط، خضعت إليسا إلى محاكمة عاجلة بعد اعترافها، وثبوت الأدلة
الدامغة عليها وتم الحكم عليها بالسجن لفترة لا تقل عن خمسة وعشرين عامًا.
 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *