يقدم حلقات جناية وحكاية في شهر رمضان، نحكى فيها عن أهم
القضايا وجرائم القتل التي وقعت فى الماضي، وأثارت وقتها الجدل، وهزت الرأى
العام.
انتقلنا إلى حى راغب باشا بالإسكندرية، حيث كانت معقل سفاح كرموز، الذى لم
تكن تظهر على ملامح وجهه علامات الإجرام، فقد كان وسيماً، استغل جماله في
جذب السيدات إليه قبل قتلهن، حيث نجح “سفاح كرموز” في ارتكاب 19 جريمة.
بداية السفاح كانت من الإسكندرية، عندما توجه “سعد إسكندر” لمدينة
الإسكندرية لاقتراض نقود من أحد أقاربه للعمل فى مجال تخزين الغلال، وخلال
فترة زمنية قصيرة ارتكب عدة حوادث حتى لُقب بـ”سفاح كرموز”.
سفاح كرموز كان يستقبل السيدات النازحات من منطقة جبل نافع إلى سوق
الأقمشة، حيث كان يعترض طريقهن في منطقة مينا البصل بجلوسه على كرسى قد
وضعه على الرصيف، وبنظراته استطاع جذب السيدات إليه ثم ارتكابه الجرائم فى
حقهن.
معرفة السفاح الجيدة للضباط في الإسكندرية ساعدته في الهروب من الملاحقات
الأمنية، فكان البحث عن حيلة جديدة للقبض على “سفاح كرموز” فتم استدعاء
النقيب عبد الحميد محمد محمود، وكان وقتها يعمل فى قسم شرطة نجع حمادى
بمديرية أمن قنا، حيث نجح في القبض على الأسطورة التي حير الجميع.
ويحكي اللواء رفعت عبد الحميد، ابن الضابط “عبد الحميد” الذي أسقط السفاح،
كواليس الإعداد لسقوط المجرم، فيقول : “حضر والدى وارتدى جلبابا صعيديا
وكان يجيد اللهجة الصعيدية وتم الاتفاق مع سيدة من الإسكندرية تسير برفقته
وضابط آخر، حيث حاول “السفاح” أن يجذب السيدة إليه، واعتقد أن والدى رجل
صعيدى ولم يشك لحظة أنه ضابط، حتى تم القبض على السفاح، ورغم سقوط السفاح
فى قبضة الأمن وإيداعه قفص المحكمة إلا أنه كان حريصاً على الظهور أنيقاً
مرتدياً أفضل الثياب، وكان يضع “الجاكت” على قيوده الحديدية حتى لا تراه
الفتيات وهو مغلول الأيدى ولا يتمكن الصحفيون من التقاط صور له.
وصدرت عدة أحكام قضائية ضد السفاح، حيث أصدرت المحكمة أول حكم لها
بالأشغال المؤبدة مرتين بعد ذلك صدر حكمان بالإعدام، وتم إعدام السفاح
الساعة 8 صباح يوم 25 فبراير سنة 1953، وذلك بعدما طلب “سيجارة” وكوب ماء
قبل إعدامه ثم واجه حبل المشنقة بابتسامة غير مفهومة.
وينشر على مدار شهر رمضان، قصص أشهر 30 مجرما، شغلوا الرأي
العام بالجرائم التي ارتكبوها حتى سقطوا في قبضة العدالة، تأكيداً على أنه
لن يفلت أحد من العقوبة حتى ولو كان من عتادة الإجرام.
السفاح قبيل الإعدام
سفاح كرموز يفكر فى مصيره