يعد الفنان الراحل نور الشريف من العلامات الرمضانية التي صنعت الكثير من
الأعمال الدرامية التي التف حولها الجمهور في هذا الشهر الكريم على مدار
سنوات وسنوات، فرغم رحيله الذي مرعليه أكثر من 5 سنوات، إلا أن الاحتفاء
بأعماله الدرامية لا ينتهى، فقد زرعت في وجدان وأذهان العالم العربي كله
وليس المصريين فقط، فمسلسلات نور الشريف كانت فرصة لالتفاف العائلة والتجمع
أمام شاشات التليفزيون.
نور الشريف
من منا لا يتذكر “لن أعيش في جلباب أبي”، وقصة الحاج عبد الغفور البرعي
العصامي الذي بدأ من تحت الصفر، ليصل بالجد والاجتهاد إلى أن يكون واحدًا
من الأثرياء، وما جلبته هذه الثروة له ولأبنائه من الطامعين والوصوليين،
وقصة الحب الذي جمعته بفاطمة كشري (عبلة كامل) والتي تصدرت تريند السوشيال
ميديا في عدة مناسبات، رغم أن هذا المسلسل من قد عرض عام 1996، أي قبل ظهور
السوشيال ميديا، لكنه أصبح علامة في وجداننا.
عائلة عبدالغفور البرعي
على مدار 35 عامًا، لم يبتعد نور الشريف عن الدراما، وتنوعت أعماله بين
الاجتماعي والديني والتاريخي، وانتقل بنا من “عمر بن عبد العزيز” عام 1994،
إلى لن أعيش في جلباب أبي، ثم إلى هارون الرشيد، وبعدها الرجل الآخر، حتى
وصل إلى أقصي نجاح في مسلسل “عائلة الحاج متولى”، وحكاية هذا الرجل الذي
جمع بين 4 زوجات، وكيف تعامل معهن في إطار اجتماعي كوميدي، وقد يكون خالف
ما هو معروف عن التعدد في مجتمعنا، الأمر الذي تسبب في موجة غضب عند عرضه
عام 2001، حيث حقق نسبة مشاهدة خيالية بعد عرضه على 11 قناة فضائية،
والغريب أن هذا المسلسل الذي حقق كل هذا النجاح لم يكن مكتوبا بالأساس لنور
الشريف، فقد عرض في البداية على الفنان الراحل محمود عبد العزيز ولكنه
اعتذر عنه، فذهب بعدها بعام إلى نور الشريف ليحدث به نقلة كبيرة.
عائلة الحاج متولى
لم يتوقف نور الشريف عند هذا الحد، فقد أصبح علامة رمضانية مسجلة، ووجوده
يضمن متابعة دراما اجتماعية مثيرة وشيقة، فكانت السيرة العاشورية:
الحرافيش، ثم العطار والسبع بنات، وحضرة المتهم أبي هي محطاته التالية.
عبدالغفور البرعي
صنع نور الشريف الفارق مرة أخرى عام 2007 عندما قدم لجمهوره الجزء الأول
من مسلسل الدالى، الذي عرض الجزء الثانى منه عام 2008، قبل أن يتوقف من أجل
تقديم واحد من أنجح أدواره، والتي حملت في طياتها حالة النضج التي وصل
إليها نور الشريف وهو “الرحايا”، إلا أنه عاد لاستكمال الجزء الثالث من
الدالى عام 2011.
عمر بن عبدالعزيز
الحقيقة أن علامات نور الشريف المضيئة في رمضان كثيرة جدًا، فكلها أعمال
شكلت وجداننا وكانت من مصادر البهجة في رمضان، ولازالت رغم مرور سنوات، تلك
التي يمكن قياسها بنسب المشاهدة التي تحققها مع إعادة عرضها مرة أخرى.