أكد وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن أنقرة ستتخلى عن مسؤولياتها بموجب الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي، إن لم يلغى نظام التأشيرات بحلول أكتوبر، متهما بروكسل بإذلال تركيا.
ففي حديث إلى صحيفة “بيلد” الألمانية طالب جاويش أوغلو، الاثنين 15 أغسطس/آب، بروكسل باحترام الاتفاق المبرم بين الطرفين في آذار/مارس الماضي بشأن وقف الهجرة غير الشرعية إلى القارة العجوز عبر البحر المتوسط، وخاصة بنوده المتعلقة بإعفاء المواطنين الأتراك من تأشيرات الدخول إلى دول الاتحاد الأوروبي.
واتهم رئيس الدبلوماسية التركية الدول الأوروبية بـ”إذلال شعب بلاده المصدوم بعد محاولة الانقلاب الفاشلة”، بدلا عن مساعدته، منددا بتجميد مفاوضات انضمام أنقرة إلى الاتحاد الأوروبي والمحادثات في شأن إلغاء نظام التأشيرات.
وأكد الوزير أن تركيا عملت، مثل دول أخرى، من أجل تطبيق شروط الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، لكنها لم تلق في المقابل إلا “تهديدات وإهانات وعرقلة تامة”، مضيفا: “أسأل نفسي، ما هي الجريمة التي ارتكبناها؟ ما سبب هذا العداء؟”.
وشدد جاويش أوغلو، ردا على سؤال حول ما إذا كانت أنقرة ستسمح مجددا، اعتبارا من أكتوبر/تشرين الأول، لمئات آلاف اللاجئين بعبور البحر المتوسط نحو السواحل الأوروبية في حال عدم إحراز تقدم في مسألة إلغاء التأشيرات، شدد على أن “الأمر واضح: إما نطبق شروط الاتفاق بأكملها، أو نتركها كلها تماما”، مضيفا أن المفاوضات بين أنقرة وبروكسل مستمرة.
وسبق أن حذر وزير الخارجية التركي دول الاتحاد الأوروبي، الأربعاء الماضي، من تأجيج المشاعر المناهضة لأوروبا داخل تركيا، عن طريق تأييد وتشجيع منفذي محاولة الانقلاب الفاشلة، التي شهدتها البلاد في 15 يوليو/تموز.
يذكر أن التوصل إلى الاتفاق مع تركيا أتاح للدول الأوروبية تجاوز أشد أزمات الهجرة في تاريخها، وتضم الاتفاقية الموقعة بين الطرفين 72 بندا، من بينها إدخال تركيا تعديلات تشريعية في مجال مكافحة الفساد وفي مجال حقوق الانسان، والتعاون بين أنقرة وبروكسل في حل مشاكل الهجرة.
تجدر الإشارة إلى أن الخلافات العميقة بين الطرفين تتركز الآن على قوانين مكافحة الإرهاب السارية في تركيا، والتي تعطي لحكومة أنقرة صلاحيات واسعة جدا، وذلك ما ترى فيه أوروبا قاعدة لانتهاكات حقوق الإنسان في تركيا.
وشهدت العلاقات بين بروكسل وأنقرة تصعيدا ملحوظا بعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا، وخصوصا على خلفية حملة التطهير التي أطلقتها أنقرة في أعقاب هذه الأحداث.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قد توعد بنسف الاتفاق المبرم مع بروكسل، في حال عدم إعفاء مواطني بلاده من الحصول على تأشيرات الدخول إلى الاتحاد الأوروبي.