ربما لا تتصدر أسماؤهم وصورهم أفيشات الأعمال الدرامية، لكن بدونهم يفقد
العمل عماده ويغيب عن النجم رونقه، لا يشغلهم حجم الدور على الورق بقدر ما
تشغلهم متعة التشخيص والتحول من شخص لآخر يختلف عنه فى الصفات والمزاج
والشعور، حرمتهم حسابات السوق من لقب “نجم” لكن الجمهور منحهم لقب “مبدع”،
وخلال دراما رمضان 2021 فاجئونا وكان كل منهم نجم فى دوره.
الشيخ مواردى
البداية مع طارق عبد العزيز فى مسلسل “وكل ما نفترق” الذى يجسد شخصية
الشيخ مواردى شيخ القرية وخطيبها، محل ثقة البسطاء من الأهالى، كثير
الاستشهاد بالآيات القرآنية والأحاديث النبوية، لكنه يستغل تلك المكانة فى
كل ما يخالف شرع الله، فهو واجهة العمدة سعدون – عمرو عبد الجليل – لإلباس
الباطل زى الحق، ولا يجد غضاضة فى أن يبيح القتل والكذب من أجل مصالحه.
شخصية رجل الدين المنافق ليست جديدة على الدراما أو السينما المصرية،
وأغلب من قدمها وقع فى فخ نجا منه طارق عبد العزيز، ويمكن وصف ذلك الفخ بأن
الممثل يكشف عن نفاق الشخصية من جملته الأولى، ولا يصعب على المشاهد معرفة
أنه يتاجر بالدين، لكن نجمنا طارق عبد العزيز – الشيخ مواردى – كان أكثر
وعيًا بشخصيته فلا تشك فيه بداية، ولم يلجأ إلى تعبيرات وجهٍ أو لغة جسد
تفضحه، بل هو نموذج لرجال الدين الذين نشاهدهم فى حياتنا اليومية بشوارعنا
ومساجدنا دون أن نعرف ما يسرون وما انطوت عليه قلوبهم، حتى نكتشف حقيقته مع
الأحداث تباعًا .
طارق عبد العزيز ينتمى لمدرسة تمثيل أبطالها؛ محمد هنيدى وخالد صالح وخالد
الصاوى، زملاؤه فى مسرح كلية الحقوق، وشاركهم فى مشروع مسرحى مستقل باسم
“فرقة الحركة” قدموا من خلاله أعمالا مسرحية مهمة، ويمكن أن نقول في
اطمئنان إنه نجم فى دوره مهما قلت مساحته أو غابت صوره عن الأفيشات .