“لله قوم أخلصوا في حبه.. فأحبهم واختارهم خداما.. قوم إذا جن الظلام
عليهم.. قاموا هنالك سجدا وقياما”.. ما أبهاها حسن الخاتمة حين تلقى الله
وأنت ساجد بين يديه فى أيام مباركات كشهر رمضان المعظم وخلال أداء صلاة
التراويح، فأنت من الذين اختارهم الله للقاءه على هذه الشاكلة التى يتمنى
الجميع لقاء الله عليها، فأقرب ما يكون العبد إلى ربه وهو ساجد.
تامر بهنسى، شاب فاضت روحه وهو ساجد بين يدى ربه أثناء صلاة التراويح
بمسجد أبو بكر الصديق بالخصوص، لتتشح المدينة بالسواد على روحه، ويشارك
الألاف فى تشييع الجثمان لمثواه الأخير بمقابر العائلة.
أسرة تامر تتلقى عزاءه
فى البداية قال محمد بهنسى الشقيق الأصغر للراحل تامر بهنسى، إن شقيقه
تناول الإفطار مع أسرته أول أمس، وبعد الانتهاء من الإفطار ذهب إلى محل
عمله حيث يعمل بمحل الوالد للألبان، موضحا “قالى عاوز حاجة أنا رايح المحل،
ودى أول مرة يقولى أنه رايح المحل كان من نفسه يروح المحل، وبعد كده توضأ
بالمحل وذهب للمسجد لصلاة العشاء والتراويح”.
الراحل تامر بهنسى
وأضاف بهنسى ، أنه بعد دقائق قليلة ورد إليه خبر وفاة
شقيقه ساجدا داخل المسجد فى الركعة الثانية من صلاة التراويح، وعلى الفور
انطلق للمسجد لمعرفة ماذا حدث، قائلا “رحت المسجد لقيت الناس كتير موجودة
وكنت متعلق بأى أمل أنه مغمى عليه فقط، فأخذناه وذهبنا به للمستشفى فإذا
بطبيب الاستقبال يخبرنا بأن شقيقى فاضت روحه منذ وقت صلاته”.
تامر بهنسى
وتابع الأخ الأصغر للراحل تامر بهنسى، أن شقيقه ذهب لأداء صلاتى العشاء
والتراويح، وفى الركعة الثانية وخلال السجود، لم يقم منها للركعة الثالثة،
فإذا بالشخص الذى كان بجواره يهمزه فى جانبه للنهوض إلا أنه لم يحرك ساكنا،
فخرج الذى بجواره من الصلاة وعندما هزه سقط على أحد جانبيه وفاضت روحه إلى
بارئها خلال السجود.
فيما قال أحمد محمد زوج شقيقة الراحل تامر بهنسى، أن الراحل كان أخ
بالنسبة له، وكان أول الساعين للزواج من شقيقته وكان سندا لهم جميعا، موضحا
“عمره ما قصر مع حد، وكان اللى بيعمله كان لينا كلنا مكنش ليه لوحده، محدش
فينا سأله فى مرة أنت محتاج أيه، هو اللى كان دايما بيسأل إحنا محتاجين
أيه، إحنا بنتمنى الموته بتاعته لكن اللى مزعلنا إننا مش هنشوفه تانى”.
جانب من عزاء تامر بهنسى
وأوضح، أنه تلقى خبر وفاة نسيبه خلال تواجده بالعمل، وظن أنه فى حالة
غيبوبة فى البداية لأنه دائما يجهد نفسه بالعمل، إلا أنه حين وصل المستشفى
وسمع الخبر اليقين بكى كثيرا عليه، “كنت بعتبره أخويا الكبير وكنت برجع له
فى الكبيرة قبل الصغيرة وهو اللى دايما بيرشدنى للصح، عمره ما تعامل معايا
على أنه نسيبى دا كان أخويا”.
وأشار، إلى أن الراحل كان كتوم فى مرضه وتعبه، ولا يفصح عن تعبه بسهولة
قط، فكان يظن فى البداية أن الأمر مجرد إرهاق وأنها حالة إغماء فقط.
وبدوره قال مصطفى بهنسى ابن عم الراحل، له العديد من المواقف الطيبة التى
لا تعد ولا تحصى ودائما ما كان يشكى له همومه فيجد الراحل خير سند له فى
أزماته ومشاكله، مضيفا: “أى وجيعة عندى أو مشكلة أحكيله ألاقى ظهر وسند
وأخ، وأنا والله مش مصدق اللى حصل، صاعقة كبيرة جدا، لأنه كان أمل شباب
العيلة وقدوتنا الحسنة”.
فيما قال سيف تامر بهنسى الابن الأكبر للراحل تامر بهنسى والطالب بالصف
الثانى الثانوى، إن الراحل كان أحن شخص فى الدنيا على الكل، ولم يكن يسعى
لشخصه فقط بل كان يسعى للجميع، وكان دائما التوصية له لرعاية أشقاءه، إلى
جانب الاهتمام بعمله بمحل الألبان مع والده.
وأضاف سيف، أنه كان معه بالمحل قبل دقائق من ذهاب والده لأداء صلاتى
العشاء والتراويح، “قالى هروح أصلى العشاء والتراويح وأجيلك تروح لأنى كنت
شغال من الصبح فى المحل، زى الطبيعى اليومى، وبعدها عرفت أن والدى أغمى
عليه فقولت أنه أغمى عليه لأنه مفطرش كويس وشرب قهوة، لكن بعد الخبر الأكيد
أنهارت لأن سندى وظهرى راح، مكنش بيعاملنى الأب وابنه كان أخويا الكبير
وعمره ما زعلنى فى حاجة”.